الجمعة، 6 أبريل 2012

كيف تسعف مصابا بأدخنة الفسفور؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



كيف تسعف مصابا بأدخنة الفسفور؟




فوجئ الأطباء في قطاع غزة، تحت وطأة حرب ضروس، بحروق وإصابات غريبة، كلما واجهت الهواء عادت للتدخين والاشتعال. وعندما علموا من الفرق الطبية الغربية التي أتت لمعاونتهم في تخطي الأزمة، أن هذه الحروق سببها قذائف الفسفور الأبيض؛ كان عليهم البحث عن كيفية إسعاف المصابين بها. وبالبحث على الإنترنت، والتجريب على المصابين استطاع أطباء القطاع صياغة معلومات ونصائح أساسية لإسعاف المصاب بالأدخنة والحروق الناتجة عن التعرض لقذائف الفسفور الأبيض .

وها نحن ننقل إليكم أهم تلك المعلومات والتوصيات، علها تكون مفيدةللخبرة والمعرفة .

قصفت مدفعية العدو الإسرائيلي مناطق عدة من قطاع غزة بقذائف مدفعيةعيار 155 ملم فسفور أبيض.. وهذه القذائف يسهل تمييزها فهي تنفجر في الجو فوق الرءوس على ارتفاع 200 متر تقريبا من الأرض، وتترك دخانا أبيض، وتقذف للأمام 106 قطع بحجم كف اليد، ثم تندفع للأرض مخلفة في مسارها خيوطا رفيعة من الدخان الأبيض وتتفتت منتشرة على مساحة ملعب كرة قدم.
والخطورة الحقيقية تنبع من ترسب الفسفور الأبيض في التربة أو قاع الأنهار والبحار أو حتى على أجسام الأسماك، وقد يتعرّض الإنسان للضرر نتيجة أكله أسماكا مترسب عليها الفسفور الأبيض، أو نتيجة السباحة في المياه الملوثة به أو لمس تربة مترسب عليها الفسفور الأبيض، فتتسبب في حالة تهييج للقصبة الهوائية والرئة والسعال الشديد، أما تنفسه فترة طويلة فيسبب جروحا في الفم وكسر عظمة الفك، وعند تعرّض جسم الإنسان للفسفور الأبيض يحترق الجلد والعظم، كما يسبب أضرارا بالغة للكبد والقلب والكلى.
وأولى خطوات الوقاية من أثر هذه القنابل هي التعرف عليها وتمييزها، فالفسفور الأبيض عبارة عن مادة شمعية شفافة بيضاء مائلةللاصفرار وله رائحة تشبه رائحة الثوم، تتفاعل مع الرطوبة مكونة حمض الفسفوريك، ولأن خطورة الفسفور الأبيض هي في اشتعاله بشدة عند تعرّضه للهواء، حيث يتفاعل مع الأكسجين فإنه يمكن التعامل معه بأمان من تحت الماء وهو قابل للذوبان في الوقود والبنزين أما ذوبانه في الماء فهو محدود.
يعد الفسفور الأبيض سلاحا كيماويا محرما دوليا ,وهو يستخدم في الحروب لغرضين:
1. إخفاء حركة قوات المشاة على أرض المعركة.
2. حرق كل شيء يلامسه وقابل للاشتعال في ساحةالقتال.


يلتصق الفسفور بالجسم ويواصل اشتعاله بتوهج يدوم حسب حجم القطعة من دقائق إلى ربع ساعة تقريبا حتى ينتهي احتراق الفسفور، وينتج التعرض للفسفور المشتعل جروحا مؤلمة بطيئة الشفاء، وحروقا من الدرجة الثانية أو الثالثة حيث يحرق ويميت اللحم الملامس له.
تهيج أدخنة الفسفور الأنسجة المخاطية في الأنف والعين والحلق إذا استنشق كثيفا، ويسبب سعالا قويا يعيق استخدام القناع الواقي.. الدخان الخفيف الممزوج في الهواء لا يضر الصحة إذا تعرض له الشخص مدة محدودة، لكنه يصبح ضارا إذا طالت مدة التعرض له وخاصة عندما يكون كثيفا لقرب المتعرض من مصدر الفسفورالمشتعل.

وقد يفارق المتعرض لأدخنة الفسفور الحياة اختناقا إذا كان في مكان مغلق، فقد تكون تلك الأدخنة سامة إذا تم استنشاقها بشكل مركز.



كيفية الإسعاف



أهم ما يؤخذ في الاعتبار في هذه المرحلة هو عزل الحرق عن الهواء، ويتم ذلك بشكل رئيسي عن طريق غمره في الماء، فالإسعاف الأولي الفوري في حال سقوط شظيات الفسفور على الملابس هو خلعها بعيدا عن الجسم، ويتم تغطيةالجرح المشتعل بقطعة قماش أو بشكير أو بطانية مبللة جيدا بالماء، ويضغط بكف اليدليكتم الهواء عن الفسفور فيتوقف الاشتعال، وينقل المصاب لأقرب إسعاف.

تبقى الحروق مغطاة بالقماش المبلل إذا لم يكن ممكن نزع الملابس، ويتم مسح المكان حول الجرح بماء مالح أو ماء بارد، مع مواصلة محاولة إزالة شظايا الفسفور المشتعل بقطعةقماش مبللة جيدا.
على المسعف أن يأخذ حذره من ملامسة الفسفور لأصابعه كي لايحرقها، ويفضل بقاء الجرح مغمورا بالماء والقماش المبلل كي يعزل عن الهواء.
أي ذرات فسفور لاصقة في الجرح ستشتعل ثانية إذا لامست الهواء؛ لذلك يجب الاستمرار في تغطيتها وعزلها عن الهواء، وعند وصول المصاب بحروق الفسفور للطبيب يتولى تنظيف الجرح بمطهرات خاصة، ويزيل الشوائب واللحم الميت الداكن.





نصائح مهمة:


  • يمكن إنهاء المزيد من أكسدة الفسفور عن طريق إغراق مناطق الحروق بالماء أو وضع ضمادات مبللة بالماء العادي أو المالح.
  • لا تستخدم أي مواد -ملابس أو ضمادات- زيتية أو دهنية لأن الفسفور قابل للذوبان في الدهون ويمكن أن يخترق الأنسجة.
  • يجب إزالة الملابس الملوثة لأنها قد تشتعل من جديد، وتتسبب في المزيد من توسيع منطقة الحرق في حجرة الطوارئ .
  • تجنب ملامسة الفسفور الأبيض، فمثل هذا الاتصال قد يؤدي إلى الإصابة بحرق لمن يقوم بعلاج المريض.
  • احرص على الاستمرار في إغراق الحروق بالماء؛ وعدم السماح بالجفاف في مناطق الإصابة، لأن ذلك قد يؤدي إلى إعادة إشعال الفسفور.
  • باستعمال مصباح الأشعة تحت البنفسجية يمكن رؤية أجزاء الفسفور على جسد المريض.
  • استعمل كبريتات النحاس لتحييد الفسفور وعلاج الحروق عن طريق التفاعل وتكوين فوسفات النحاس وهي مادة سوداء تساعد في تحييد الفسفور، ومع ذلك ينبغي الحذر الشديد عند استعمالها إذ يمكن أن تكون سامة جدا، ويمكن أن تؤدي إلى الموت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق